إننا في كل صلاة نقرأ سورة الفاتحة ونردد ( إياك نستعين )

لكن؛
هل نحن فعلاً نستعين بالله “المستعان” ؟
كيف نستعين به ؟
ولماذا نستعين ؟

وكيف لنا أن نملأ حياتنا بالاستعانة ؟
وماذا سيحدث إذا استعنا بالله ؟
سنتعرف في التدوينة على كل ذلك بإذن الله ..
الاستعانة لغة : طلب العون ، قال تعالى: ( واستعينوا بالصبر و الصلاة) البقرة 45
الدليل: ورد في القرآن مرتين
( فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون ) يوسف 18
( قال رب احكم بالحق و ربنا الرحمن المستعان على ما تصفون ) الأنبياء 112
في اصطلاح العلماء :
•     المستعان: هو الذي يستعين به عباده في الأمور كلها من دفع شر
أو جلب خير أو طلب رزق (الوجيز/ محمد الكوس).
حوائجنا كثيرة ، لكننا حينما نتفحصها سنراها تدور في محورين “جلب خير و دفع شر” أليس كذلك؟
حيث أننا كثيراً ما نتساءل :
كيف أجلب لنفسي الرزق الفلاني الذي انتظرته منذ سنوات ؟
و كيف لي أيضاً أن أصرف عن نفسي وعن ذريتي السوء الذي أخشاه ؟
إننا نشعر أحياناً بالعجز أو الخوف أو القلق
لأننا نستعين ببشريتنا التي قد تخذلنا أحياناً
لكن حينما يسكن في قلبك إيمانك القوي باسم الله المستعان
ستشعر بالراحة العميقة التي لا مثيل لها
هل تعلم أنك إذا تعبدت الله باسمه المستعان ستهدأ نفسك؟
هل تعلم أن هذا الاسم قادر على تغيير حياتك بأكملها؟
هل تعلم أنك لن تضيع أبداً ما دمت تعبد المستعان؟
لنغوص أكثر في معنى “المستعان”
المستعان هو الذي يعينك حينما تشعر بضعف في العبادة أو ثقل في الطاعة
كأن تشعر أن الصلاة ثقيلة على نفسك
أو صعوبة في حفظ القرآن
اطلب من المستعان أن يعينك وقل يا مستعان أعني على هذه الطاعة
حتماً سترى إعانته لك
وثق إن طلبت من المستعان العون على الطاعة لن يخذلك أبدا
المستعان هو الذي يعين قلبك على تحمل البلاء
وكلنا يعرف أن البلاء مؤلم للقلب
فالصبر و الرضا لا يأتيان من فراغ
لذلك نحتاج لعون من الله المستعان كي نصبر و نرضى
فإن ابتليت بابتلاءٍ ما اطلب من المستعان أن يعينك على الصبر و الرضا
و ثق و تأكد أنه سيمدك بعونه
المستعان هو الذي يعين عبده على أن يرتقي بنفسه و يغيرها للأفضل
حيث أن البعض يريد التغيير و ترقية النفس و تربيتها على الأخلاق الفاضلة
لكنه يقول صعب و لا أستطيع
هنا نقول له “عد للمستعان” و اطلب منه العون على التغيير
و انظر بعينك كيف سيعنيك الله..
المستعان هو الذي يعينك على صعوبات الحياة
كبداية حياة جديدة أو تربية الأطفال أو الدراسة
أو مزاولة عمل أو غربة أو فقد
اطلب من الله المستعان العون
وحقا عليه أن يمدك به ويسددك في كل خطواتك
المستعان هو الذي يعين جسدك الضعيف على تحمل المرض
إذ أن المرض ابتلاء عظيم فإن ابتليت به اطلب من المستعان أن يعينك على مقاومته
ثم على الصبر و التحمل.
المستعان هو الذي يعينك على جلب الرزق
ولأننا “بشر” يرهقنا تأخر الأرزاق
فإن ابتليت بهذا التأخر
اطلب من المستعان أن يعينك على حصول الرزق الذي تريد
وسيأتي به الله سريعاً إن شاء الله
المستعان هو الذي يحفظك ويبعد عنك السوء
حيث نخاف أحيانا من أنواع الشر كالحوادث أو السرقات أو فواجع الحياة
استعن بالله المستعان حتى يعينك على دفع الشر و السوء
المستعان هو الذي ينتشلك من دوامة الوسوسة و الأفكار السلبية
التي قد تودي بحياتك -حينما توغل فيها-
لذلك اطلب من المستعان العون عليها
واحرص على أذكارك وتنفَّس بقراءة القرآن
حتماً ؛ سيعينك المستعان ويبعد عنك الضر ويشفيك من كل سوء
كيف نستعين بالله؟
نستعين أولاً باعترافنا بضعفنا لله عزوجل
وطلبنا منه العون في جميع تفاصيل أمورنا
بحركتنا وسكناتنا
حتى فيما نستطيع لابد أن نستعين بالله
لأن استطاعنا للأشياء هي من عون الله لنا
قالت لي أحداهن : “أيعقل أن يخطئ شخص في قراءة سورة الفاتحة؟
لقد أخطأت بها حينما وثقت بقدراتي في إحدى المسابقات”
كم كنت يا أخية بحاجة للاستعانة..!
لماذا نستعين بالله؟
لأن الله عزوجل ذكر في كتابه أنه المستعان
وقال ( إياك نستعين )
و لأن النبي أمرنا قال ( إذا استعنت فاستعن بالله)
لاحظ “اطلب العون من الله”
ولاتذل نفسك في طلب العون من غيره
( واستعن بالله و لا تعجز)
أي اطلب من الله العون دائماً و احذر أن يصيبك شعور العجز و الضعف
فمن استعان بالله فمعه القوة التي لا يصيبها عجز
ختاماً..
نعود لـ ( إياك نستعين)
هل عرفت معناه ؟ وكيفية تطبيقه ؟
فإذا كانت الإجابة بـ نعم أقول لك :
” استشعرها الآن و أنت تقولها في كل صلاة وكل ذكر”.
الحديث عن اسم الله المستعان حديث طويل
و لا ينتهي
ولكن حسبي أن البركة بيد الله عزوجل
أسأله أن يسددنا و يعيننا على مايحب ويرضى
شكراً لكم أحبتي
كتبته : فجر بنت عبد الرحمن الكوس