١٢- وزادني حياؤه خجلاً

شرح لاسم الله الحييّ

اسم الله الحيي من الأسماء التي يذوب لها القلب حياءً و خجلاً منه سبحانه

حيث أن لهذا الاسم معاني لطيفة كفيلة بتعلق القلب بالله الحيي جل في علاه

فمن وفق لتدبره و الدعاء

فقد أعطي خيراً عظيماً..

المعنى اللغوي:

رجل حيي ذو حياء بوزن فعيل وامرأة حيية

و عرف الراغب الحياء عند المخلوق بقوله:

( انقباض النفس عن القبائح و تركه لذلك)

المفردات ص١٤٠

المعنى في حق الله :

يقول ابن القيم : أما حياء الرب تعالى من عبده فذاك نوع آخر لا تدركه الأفهام ولا تكيفه العقول،

فإنه حياء كرم و بر و جود و جلال فإنه : (حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً )

الدليل:

لم يذكر هذا الاسم في القرآن، بل ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم

عن سلمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

( إن ربكم تبارك و تعالى حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يده أن يردهما صفراً)صححه الألباني

لنتعرف بعمق على الله الحييّ جل في علاه

فلهذا الاسم معنى عميق في قلوب أحباؤه

و أولياؤه الذين تشربت محبته أعماق قلوبهم

حتى شغفتهم معرفته عن كل شيء..

ما قولك إذا عرفت أن الله حيي ستير ؟

كيف لقلبك – حينها – ألا يذوب خجلا و حياءً منه؟

كيف لك أن تستكثر رفع يديك للدعاء؟

إن من علم أن الله حيي و من حياءه أن لا يرد من دعاه

فلابد أن يصبح مكثاراً من الدعاء

لحوحاً فيه.. أليس كذلك؟

قالت لي احدى الفتيات حينما كانت في المرحلة الأخيرة من الثانوية:

“تصفحت كتيب في شرح أسماء الله الحسنى بحثاً عن الاسم المناسب لوضعي، فوقعت عيناي على اسم الله الحيي فأصبحت أدعو به كثيرا لأن يوفقني في امتحاناتي فاستجاب الحيي دعائي وتخرجت بنسبة مباركة”.

إن من حياءه الذي يزيد الحياء في قلوبنا

أنه يستحي جل في علاه من فضح عبده

ويستر عليه ..

تخيل تلك المعاصي التي اقترفتها واستشعر حياء الله المتمثل في ستره عليك

فهو ما سترك إلا لأنه حيي و ستير

الله الحيي يحب من عباده أن يتصفوا بخلق الحياء و قد رغبت الشريعة بهذا الخلق الجميل

وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( الحياء من الإيمان ) متفق عليه

فمن وفق للتخلق بالحياء فهذا من الإيمان الذي  وضعه الله في قلبه

فحين تستحي أن تذكر ذنبك

وحين تستحي من الله أن تعصيه

وحين تستحي أن تتسخط على نعمه وتلجم لسانك وقلبك وتلهج بشكرك لله

فهذا من تطبيقك اسم الله الحيي في حياتك

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:

( والحياء لا يأتي إلا بخير )

رواه البخاري

نعم .. لا تنحرج من حياءك

و لا تنحرجي من حياءك

فهو لا يأتي إلا بخير

وأوصي الوالدين أن يربوا أبنائهم على الحياء

وبالأخص فتياتهم وتعوديهن و تحبيبهن بالستر

فحين تتستر المرأة بالحجاب الشرعي الذي يرضى الله ، وتستحي من اظهار مفاتنها وجمالها و تلتزم بحدود الشرع فهذا كله من إيمانها بالله الحييّ..

ومن الحياء أيضاً أن يستحي “الرجل والمرأة غير المحارم” من الله بحيث تكون تعاملاتهم بأدب واحترام

وأن يتقيدوا بالحدود الشرعية ولا يتعامل كل منهم مع الطرف الآخر كما يتعامل مع محارمه.

كيف نتعايش مع اسم الله الحيي؟

١- عدم اليأس من الدعاء واستحضار دائما حياء الرب من عبده حينما يرفع يديه بالدعاء

٢- التخلق بصفة الحياء مع الله والبعد عن مالا يرضيه.

٣- تربية الأبناء على صفة الحياء .

٤- التزام المرأة باللباس الشرعي وحياؤها في التعامل مع الرجال

إن وفقت لخلق الحياء

مع الله جل في علاه

أو مع الناس

وحتى مع نفسك

فهذا خير عظيم رزقك الله إياه

من الآن عود نفسك الدعاء باسم الله الحيي

قل ياحيي ثم اذكر حاجتك

وكن محسناً الظن به موقناً بإجابته وحياءه

أسأل الله الحيي أن يستجيب لكم دعواتكم التي فيها خير لكم وأن يرزقنا الحياء