قمت في التدوينات السابقة بكتابة الكثير من المقدمات في التعايش مع أسماء الله الحسنى ، وهذا أوان الحديث عنها بتفصيل علمي عملي وأسأل الله أن يجعله للقلوب كغيث يرويها ويمدها بالحياة ، فمن الله وحده أستمد الفتح و العون وأرجو التسديد.
حينما نشرع في الحديث عن أسماء الله الحسنى
فلا بد لنا أولاً من معرفة اسم ( الله )
اللهُ يَا أَعْذَبَ الأَلْفَاظِ فِي لُغَتِي
وَيَا أَجَلَّ حُرُوفٍ فِي مَعَانِيهَا
اللهُ يَا أَمْتَعَ الْأَسْمَاءِ كَمْ سَعِدَتْ
نَفْسِي وَفَاضَ سُرُورِي حِينَ أَرْوِيهَا*
هلموا معي نحط ركابنا عند هذا الاسم العظيم الذي نردده مراراً و تكراراً
لنتدبره بعمق ونعيه بقوة
كي نذوق حلاوة الإيمان ولذة معرفة الله
وقبل أن أبدأ بالشرح
دعونا نقرأ هذه القصة بتمعن
يروى أن سلطان صقلية.. أرق ذات ليلة .. ومنع من النوم فأرسل قائد البحر .. وقال له أنفذ الآن مركبا إلى إفريقية ..يأتوني بأخبارها .. فعمد القائد إلى مقدم مركب وأرسله فلما أصبح إذا بالمركب .. في موضعه كأنه لم يبرح .. فقال الملك لقائد البحر.. أليس قد فعلت ما أمرتك به .
قال نعم قد امتثلت أمرك .. أنفذت مركبا فرجع بعد ساعة ..وسيحدثك مقدم المركب ..
فجاء ومعه رجل فقال له الملك .. ما منعك أن تذهب إلى حيث أمرتك…
قال : ذهبت بالمركب .. فبينما أنا في جوف الليل .. والرجال يجدفون..إذا بصوت يقول يالله .. ياغياث المستغيثين ..يكررها مرارا ..فلما أستقر صوته في أسماعنا ناديناه مرارا : لبيك لبيك .. وهو ينادي يالله ياغياث المستغيثين ..
فجدفنا نحو الصوت فوجدنا هذا الرجل غريقا في آخر رمق ..من الحياة فطلعنا به المركب ..وسألناه عن حاله …
فقال : كنا مقلعين من أفريقية فغرقت سفينتنا منذ أيام وأشرفت على الموت.. ومازلت أصيح حتى أتاني الغوث .. من ناحيتكم..
فسبحان من أسهر سلطانا .. وأرقه في قصره لغريق في البحر .. حتى أستخرجه من تلك الظلمات الثلاث : ظلمة الليل ..وظلمة البحر.. وظلمة الوحدة ..
بعد هذه القصة أجدني أترنم بهذا البيت:
الله ما سَكَنَتْ قَلْبًا فَباتَ له
فِي ظِلِّهَا مِنْ مُعَانَاةٍ يُعَانِيهَا
الله مَا رَتَّلَ الوِجْدَانُ رَوْعَتَهَا
إِلاَّ وَأَمْسَى قَرِيرَ النَّفْسِ رَاضِيهَا
إن اسم الله هو الاسم الذي نكثر ترديده من بين كل الأسماء
فما معنى اسم الله ؟
معنى اسم الله:
هو الإله الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً.
وهو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛فله الأسماء الحسنى والصفات العلى كما قال أهل العلم
والله إن القلوب لو فقهت معى اسم الله
لذابت حباً و شوقاً إليه
قد تتساءل؛
ما مميزات هذا الاسم عن غيره من الاسماء؟
1-أنه الأصل لجميع الأسماء الحسنى.
2-اقترنت به عامة الأذكار المشهورة مثل التهليل و التسبيح والتحميد و الحوقلة.
3- أنه أكثر الاسماء وروداً في القرآن.
4-هو الاسم الذي به شهادة الإسلام ولا ينتقل الكافر من كفره إلى الاسلام إلا بذكره.
وروده في القرآن و السنة :
ذكر اسم الله في القرآن 2699مرة ، يعني حينما نقرأ وردنا من القرآن فنحن نمر على هذا العدد الهائل من هذا الاسم
لكن يبقى السؤال:
هل تدبرناه ؟
هل تذوقنا معناه؟
-أخبر الله عن نفسه قائلاً عن أهل الإيمان أنهم ( إذا ذكر الله وجلت قلوبهم)( الأنفال2)
وقال تعالى ( و على الله فليتوكل المؤمنون) (التغابن١٣)
فمن أراد أن يتوكل فليوجه طاقة قلبه في التوكل على الله وحده.
كيف نتعايش مع هذا الاسم؟
1-عوِّد نفسك حينما تقول اسم الله أن تقوله بتدبر و تفهم و حب عميق.
مثال :
حينما تدعو الله استشعر معنى كلمة الله.
2-ردد الأذكار التي فيها اسم الله بفهم عميق
أذكار الصباح و المساء و ما بعد الصلاة كلها فيها اسم الله فاذكروها بفهم.
3-حينما تقرأ وردك اليومي وتقف عند كلمة الله
انظر ما الأثر الذي يشعر به قلبك؟
4-عظِّم الله في قلبك و لا تكثر من الحلف به على كل شيء.
استشعر أن الله عظيم وأنه لا يحق لك أن تحلف دائماً على أمور تافهة لا تستحق.
5-اجعل حبك و شوقك وهمك كله لله وحده و اجمع قلبك عليه.
6- ضع معرفة الله على قائمة أولوياتك .
أحبتي ..
من الآن اعزموا على معرفة الله
فكل أبواب معرفته مشرعة على مصراعيها.
أسأل الله لي و لكم علماً نافعاً
و عملاً بهذا العلم
وترقبوا معي
الشروحات القادمة لأسماء الله الحسنى
كونوا بالقرب
*الأبيات السابقة للدكتور ناصر بن مسفر الزهراني
أسأل الله أن يبارك لك في علمك ويزيدك من فضله
أجمعين عزيزتي ، شكراً لحضورك
جزاك الله خيرا
على التدوينه الرائعة التي تجعل المسلم بالفعل يتعايش مع اسم الله ،،
سبحااااانك ربي ماأعظمك،،
الفجر الباسم حياك الله على مرورك