يمتلأ بريد رسائلي يومياً برسائل جميلة من مشتركات دورتي يخبرونني بالآثار الجميلة لتعلمهم أسماء الله الحسنى ويزودونني بقصصههن الرائعة. 

وما إن أضع هذه  الرسائل في الإنستقرام لتحفيز متابعاتي حتى تنهال علي رسائل أخرى في السؤال والاستفسار عن كيفية تعلم أسماء الله الحسنى والعمل بها لذلك قررت أن أكتب لكن هذه المقالة.

حاجة القلب لمعرفة الله عزوجل حاجة عظيمة، هي أعظم من حاجتنا للطعام والشراب، نحن نأكل ونشرب ثم نجوع ونعاود الأكل والشرب لنعيش، وحاجتنا للعلم عن الله كذلك تحتاج إلى التكرار لأن القلب يجوع وغذاؤه غذاء روحي لذا يجدر بنا أن نقوم بتغذيته ونشبع حاجته لمعرفة الله بالتعلم باستمرار .

هل يعقل أن أتعذر بأنني لم آخذ حاجتي من الطعام لأنني مشغولة؟ الجسم سينهك ويهلك.. كذلك قلوبنا.. فعندما نبخل عليها بالعلم تنهك وتضعف وتهجم عليها أفكار متعبة فتغرق في ظلامها..!

لذا كان ولابد أن نتخذ خطوة جادة في الالتزام بالتعلم والعمل بلا أعذار، ذلك  يعني أضع لهذا العلم أولوية كبيرة في حياتي وبالتالي سأوجد لي وقتا للتعلم .

ساعدي نفسك في المضي في خطوات ثابتة ومحددة لتعلم أسماء الله والعمل بها، اصبري ولا تتوقعي أن تري النتائج وتشعري بالتغيير بلمح البصر! 

اثبتي واصبري واستمري حتى يخالط نور هذا العلم أعماق قلبك ويكون له تأثير في سلوكيات حياتك ..

في خطواتك الأولى ربما سيأتي عليك يوم تمضين فيه للأمام ١٠ خطوات ثم في يوم آخر  تتراجعين ٤ خطوات للوراء  فتشعرين بالانزعاج، لا عليك فالمهم هو الاستمرار وعدم التوقف، فطريق العلم طويل ويتطلب منك الاستمرار رغم كل شيء.

ماذا أفعل لأبدأ خطواتي في التعبد بأسماء الله الحسنى؟

١-صدقك في هذا العلم أمر لا يعلمه إلا الله! هل أنت جادة وراغبة؟ رغبة تمحو كل الأعذار؟ هل أنت مستعدة لبذل جهدك ووقتك للتعلم؟ وإن كان في الأمر عوائق، هل أنت مستعدة لتجاوزهها؟؟اسألي نفسك هل أنا صادقة في تعلم هذا العلم؟

٢-سماع المحاضرات وتعلم العلم من من منبعه الأصلي الصافي عندأهل العلم الثقات ممن لديه العلم الشرعي الصحيح، والبعد والحذر من  أخذ العلم ممن  يخلط علم أسماء الله الحسنى بعلم الطاقة وإن ألبس كلماته غطاء شرعيا مزركشا وأنيقا!!

لذلك إلزمي الدعاء ب( اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلا وارزقني اجتنابه)

٣- الحرص على قراءة الكتب المتخصصة التي تعتني في شرح أسماء الله الحسنى لأهل العلم الثقات

لتتعلمي معاني أسماء الله ومنها كتاب (فقه الأسماء الحسنى) للشيخ عبدالرزاق البدر فهو كتاب مختصر ورائع ، بإمكانك أيضاً التجول في موقعي وضعت الكثير من المقالات في أسماء الله الحسنى موقع الفجر alfajerq8.com.

٤- أكثري من سؤال الله أن يرزقك يفتح لك بمعرفته والعمل بهذه المعرفة كما يحب ويرضى،كوني لحوحة بالدعاء.

 وعندما تتعلمين اسما أكثري من الدعاء به .

مثال: تعلمت اليوم اسم الله اللطيف، أحرص أن أسأله باسم اللطيف أن يلطف بي .

٥- تفكري  بمعاني الأسماء واربطيها بالواقع. كيف؟

عرفت أن الله من أسمائه الحكيم ونحن الآن نعيش أزمة عالمية بسبب فايروس كورونا، تفكري بمعنـى هذا الاسم يعيني على توجيه أفكاري، سأقول لنفسي أن ما يحدث حكمة عظيمة لأن الله حكيم في أقداره وبالتالي لن أتسخط ولن أشرع في سب الصين إيماناً مني بأن هذا قدر الله الحكيم .

٦-اجتهدي في ربط ما تعلمت بالمواقف الصغيرة قبل الكبيرة!

عند تعلمك لأي اسم  اسأل نفسك كيف اعمل بهذا الاسم؟

كيف أجعل لهذا العلم أثرا في سلوكي ؟

مثال: تعلمت اليوم اسم الله العليم 

ولعب طفلي بمفتاح بيتي وضاع بدلاً من توبيخه والصراخ عليه سأجتهد بدعاء الله العليم أن يبصرني بمكان المفتاح .

٧-عندما أشعر بسيطرة شعور في داخلي،أسأل نفسي ماهو شعوري الحالي؟  

ما الاسم الذي أحتاج أن  أتفكر وأدعو الله به؟ لتوجيه مشاعري وضبطها حتى أستطيع أن أصل للاتزان النفسي؟

مثال: أنا أشعر أنني لست على مايرام أسأل نفسي ماهو شعوري الحالي؟

ستكون الإجابة أنني خائفة مضطربة،

من ثم أسأل نفسي ما الاسم الذي أحتاجه الآن؟

سأقول لنفسي أحتاج أن أعمل باسم الله المؤمن الذي بيده أن يهون علي ما أخاف وأطلب منه أن ينزل علي الأمان والسكينة.

من ذاقت لذة معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ونالت مطلوبها من حسن الظن بالله والشعور باليقين وتفريج الكربات و شعرت السكينة والهدوء النفسي والثبات وأكرمها بالله باستجابة دعواتها وزيادة فلن تتولَ عن باب هذه المعرفة أبداً.

كتبته/فجر عبدالرحمن الكوس