بعد دورة(الحب الحقيقي) التي أقدمها للفتيات؛ كتبت لي إحداهن وكانت في المرحلة الثانوية، رسالة تصف فيها حسرتها وألمها وتمنت لو عرفت هذا الكلام سابقاً لكنها أوضحت أنها ستجتهد

في تطبيق ما تعلمته من الدورة من هذه اللحظة.

وصلت إلى منزلي فراسلتني قائلة:

شكرا.. لقد كنت سبباً لإبعادي عن الطريق السيء! فعلا لم أكن واعية وكنت أحتاج شخصاً متخصصاً لينقذني مما أنا فيه..! دار بيننا حوار جميل ثم أكدت عليها أن تغلق كل الأبواب التي توصلها إليها. 

بعد شهر  قالت:

قمت بعمل بلوك له لكني متعبة ومجهدة! أحاول الصمود والثبات كي لا أتراجع وأعود للتواصل معه ،وأعترف أنني ضعفت وحادثته  أياماً لكنني الآن عازمة على استعادة قوتي.

أكملت :كنت أحادثه ساعات طويلة.. لقد أبعدني عن كل شي حتى عن صديقاتي ،لذلك أشعر أنني فارغة حين أبعد عنه..!

قلت:هل نستطيع القول أن وقتك امتلأ بالتواصل معه؟؟

قالت: نعم أستاذة، ٣ سنوات من الحب والتواصل!!

من بداية مراهقتي وأنا أعرفه، ألجأ له في كل شيء لحل مشاكلي

حتى أنه يختار لي ماذا ألبس وكيف  أنظم غرفتي!! كيف أختار مكياجي وكيف أرتب جدول الدراسة وكل شيء من تفاصيل حياتي .

أيقنت أنها ضحية استغلال في هذه العلاقة وسيطرته عليها كبيرة.. فقلت بقلبي يارب ساعدني وأعني على مساعدتها.

قلت لها: بعد كلماتك هذه عن ارتباطك الشديد وتدخله وسيطرته في حياتك ماهو شعورك؟

قالت: أشعر أنني أدمنتى هذه العلاقة، لقد فهمت أنها لم تكن يوماً حباً وأريد التخلص من هذا الإدمان الذي لم أعد أطيقه!!

قلت: لنبدأ رحلة التغيير من الداخل إلى الخارج لأن أفكارك تجاه هذه العلاقة تحتاج تغيير.

غيري أفكارك تجاهه، اعلمي أنه ليس بطل حياتك ولا حلال المشاكل..!

لقد أعطيته قيمة كبيرة  وحان الوقت أن تقرري وتختاري كيف سيكون شكل حياتك بدونه!

قالت:أستاذة أريد أن أكون قوية وأن أسيطر على نفسي!!

قلت:جميل..أولا لنبدأ بعلاج  أفكارك اللي تضعفك.. نعم، أؤكد لك أن الموضوع في بدايته صعب 

هذه الخطوة الأولى

أحضري ورقة وقلم واكتبي كل الأفكار التي بعقلك  والتي تجعلك مرتبطة به؛ فرغيها على ورق وأخرجيها من رأسك!!

هل تعتقدين أن أفكارك حقيقية وليست وهمية؟

قالت:بعضها حقيقي والبعض الآخر ليس كذلك!

الخطوة الثانية!!

نتناول فكرة تلو الأخرى ونرد عليها ردا عاقلا وكأنك تتحدثين مع إحدى صديقاتك بغية إقناعها.

قالت لي:كيف أقنع نفسي أنني غير مشتاقة له وأنا حقا أشتاق له؟

قلت: اقنعي نفسك أن هذا الشوق لاقيمة له لأنك غير راضية عن العلاقة.. 

أستاذة لقد أقنعني أن مصير علاقتنا الزواج

قلت لها كم عمرك وكم عمره؟ 

قالت أنا ١٦ سنة

وهو عمره ١٨سنة

قلت:هل من السهل عليك الزواج الآن وأنت في هذا السن؟ إن كان جادا فليتقدم الآن

فكان ردها: لا يا أستاذة هذا الأمر مستحيل تماماً 

قلت:هذه العلاقات تجرك لخطوات تدمرك وتؤذيك، إنها لا تقتصر على اللذة والمشاعر فقط، بل الموضوع يتعلق بالشرف والسمعة ولايوجد ضمان للزواج..!

قالت:أستاذة كلما رأيت ثقة أهلي بي أكره نفسي

وحين أعود للتواصل معه أنسى ذلك.. أشعر أنني مغيبة

قلت :أرأيت؟ استمرارك بالعلاقة فيه تقليل من احترامك لنفسك

قالت: أعلم أن كلامك صحيح لكنني أعترف أنني ضعيفة أمامه ولكن لن أدع الضعف يهزمني سأحاول !!!

أخبرتها ألا تنسى كتابة أفكارها، ولتركز على ردود قوية  ترد بها على الأفكار التي فيها ضعف

شكرا أستاذة ومع السلامة

وبعد سنة وصلتني هذه الرسالة:( أستاذة شلونك بآخر يوم في السنة أحب اقولك شكرا لأنك غيرتني وفعلا تركت العلاقة تماماً وأصبحت مجرد ماضٍ )

شعرت بالسعادة من كلماتها فقلت لها: أخبريني ماذا حدث؟

قالت: بعد أن أبلغته أنني سأقطع علاقتنا أخذ يتنمر علي ويصف جسمي بكلمات لاذعة وغير لائقة 

فقمت بعمل نظام غذائي وتخلصت من ١٠ كيلو.

لقد أصبحت أهتم بدراستي  وأهلي وصديقاتي 

حاول أن يصل  إلي بكل الطرق لكني أصبحت صعبة الوصول وأغلقت جميع المنافذ

حاول إدخال وسطاء وأصبح يهددني ويخبرني أنني سأندم لكني لم ألتفت له!

قلت: أنتِ قوية وأنا فخورة بك 

أكملت قائلة:أستاذة لقد صارحت أمي وقالت لي لو أخبرتني منذ البداية لوقفت معك وساعدتك

أكثر لكن لا بأس سأقدم لك الدعم والمساندة حتى نتخلص مما أنت فيه وفعلاً ساندتني والدتي وساعدتني على تقوية نفسي ولا شيء أجمل من الصراحة.

لقد قدمت لي كل أنواع  الدعم

مر على هذه القصة سنوات وهي الآن طالبة في الجامعة أرسلت إليها استأذنها في نشر القصة في موقعي فقالت أرجو نشرها ولك مطلق الحرية في ذلك كل ما أرجوه أن أفيد الفتيات وسيكون كنزا عظيما لي أن أكسب أجر من تستفيد من قصتي.

هل تشعرين أنك بحاجة لاستشارة لوضع خطة علاجية لماتمرين به ؟

بإمكانك مراسلة خدمة العملاء عبر الواتساب لحجز استشارة 0096597133776   

 

مارأيكن بالقصة؟ بانتظار تعليقاتكن