بفضل الله عزوجل وُفقت لمدراسة و تعليم شرح أسماء الله الحسنى منذ سنوات عديدة ، و رأيت أن الكثير ممن تعايش مع أسماء الله و جعلها منهجاً حياتياً له تغيرت حياته للأفضل،
لو تعلمون لأي درجة أشعر فيها بالسعادة حينما يقال لي :
(استطعت معايشة أسماء الله الحسنى في حياتي)
أو (استطعنا تفعيل معرفتنا لله في تفاصيل يومنا)..

كلنا يؤمن أننا بحاجة ماسة لمعايشة أسماء الله و تطبيقها في واقعنا
لكن هناك سؤال مُلِح يتبادر لأذهاننا؛ وهو:
كيف أتعايش مع أسماء الله الحسنى؟
كيف أستطيع أن أتعامل معها عملياً ؟
فما أكثر الحديث النظري عن أسماء الله في أعماق الكتب و المقالات والمحاضرات
و لكن كيف نحوله لتطبيق عملي؟
كيف نتعايش معها ونجعلها شعاراً ودثاراً مدى الحياة ؟
كيف نتعايش معها في كل حركة وسكنة؟

إنها أسئلة عديدة قد ترد إلى أذهان البعض بشكل تلقائي،
لكننا هنا سنقوم بوضع نقاط عملية لتحقيق مبدأ التعايش، وذلك كما يلي:

1- العلم ..في البداية لن تستطيع تطبيق أسماء الله عزوجل و تفعيلها بدون علم راسخ بها ، فالعلم الراسخ هو الجذور لشجرة المعرفة المثمرة ، تعلم تعلم ثم تعلم ، لابد من تعلم أسماء الله الحسنى عن طريق حضور دروس و قراءة كتب للعلماء.
وتيقن بأنك متى مابذلت من وقتك و جهدك لمعرفة الله عزوجل بأسمائه و صفاته سوف ترى بقدرها من البركة والتوفيق.

2- قال تعالى ( و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
الله عزوجل أمرنا بدعائه بأسمائه الحسنى ، فحينما تتعلم اسم احرص على دعاء الله به لك ولأسرتك و للمسلمين ، كن ملحاُ في الدعاء ، و احرص على أن لا تخلو دعواتك لله بأسمائه الحسنى،
مثلاً:
حينما يستصعب أمر ادع الله باسمه الفتاح
وحينما تريد رزقا ما ادع الله باسمه الواسع يوسع لك

3- عوّد نفسك ربط أحداث حياتك بأسماء الله الحسنى.
مثال : حينما يجبر الله خاطرك بعد انكساره قل لأن الله جبار جبر خاطري
, و كلما تعمقت بمعرفة أسماء الله كلما سهل عليك ربط الأسماء بالأحداث.

4- ركز على أسماء الله الحسنى و اجعل همك معرفتها و التعايش معها و تكرارها.
مثال: حينما يذكر اسماً من اسماء الله ليس لك علم به ليكن همك معرفة معناه
و هل هو ثابت في الكتاب والسنة أم لا ؟

5- تخلق بمعاني الأسماء كيف؟
كن على ثقة بأنك لن تستطيع التخلق بها إلا إذا فهمت معناها..
مثال: الله العفو يحب من عباده أن يعفو عن بعضهم البعض لذلك اعفُ عن من ظلمك،
الله كريم يحب من عباده أن يكرموا بعضهم لذلك كن كريماً.

أعزائي القراء..
إن أمر معايشة اسماء الله الحسنى أوسع مما نظن
لذا لن تقف حروفي عند هذه التدوينة
فلدي الكثير مما<!
أود التطرق إليه على عدة أجزاء..

فكونوا معي بالقرب..