ماذا تعرف عن حلم الله الحليم؟

هل استشعرت بقلبك معاني حلم الله بك؟

ماذا عن اتصافك بصفة الحلم؟

وكيف لك أن تتصف بها ؟

هذا ما سنعرفه عبر كلماتي القادمة

 : ورد اسم الله الحليم في 11 آية في القرآن منها

{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 235]

{قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} [البقرة: 263]

{..وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا} [الأحزاب: 51] .

قال السعدي في “تفسيره”  :

( الحليم الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة والباطنة ، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم ،

فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ، ويستعتبهم كي يتوبوا ، ويمهلهم كي ينيبوا )

لنتأمل معاً اسم الله الحليم لنداوي به قلوبنا

وبما أننا بحاجة إلى حلم الله الحليم كان لابد  أن نتعرف على حلمه لكي نطلبه ونرجوه منه.

الله الحليم  يعاملنا بحلمه الذي لا حد له فنحن نعيش في حلمه

تمر علينا مواقف كثيرة في حياتنا فهل استشعرنا حلم الله؟

  تذكر كم أذنبت وعصيت ولم يعاجلك بالعقوبة؟ رحمة بك لعلك تتوب.

قد تصبح الصبح على ذنب قبيح و تقول سأتوب ليلاً وتمر الليالي والأيام ولم تتوب ولا يزال حلم الله يغطيك.

قد ترى عطايا الله وكرمه وإنعامه يصب عليك من كل جانب وأنت تعلم تقصيرك في حقه لكنه يعاملك بحلمه.

قد ترعبك فكرة العقوبة وتخاف أن تعاقب بذنوبك لكنك في مكانك تتنعم بحلمه وتؤجل التوبة لحين آخر.

تسير على قدميك وترفع بصرك للسماء وتراها جميلة وتتيقين أنها لن تسقط عليك أبداً

أتعرف لماذا؟ لأن الله حليم بنا .

قال تعالى(إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا (فاطر 41 )

يقول السعدي: أخبر تعالى عن كمال قدرته، وتمام رحمته، وسعة حلمه ومغفرته، وأنه تعالى يمسك السماوات والأرض عن الزوال، فإنهما لو زالتا ما أمسكهما أحد من الخلق، لعجزت قدرهم وقواهم عنهما، ولكنه تعالى قضى أن يكونا كما وجدا، ليحصل للخلق القرار، والنفع، والاعتبار، وليعلموا من عظيم سلطانه وقوة قدرته، ما به تمتلئ قلوبهم له إجلالا وتعظيما، ومحبة وتكريما، وليعلموا كمال حلمه ومغفرته، بإمهال المذنبين، وعدم معالجته للعاصين، مع أنه لو أمر السماء لحصبتهم، ولو أذن للأرض لابتلعتهم، ولكن وسعتهم مغفرته، وحلمه، وكرمه إنه كان حليما غفورا .

(لحصبتهم:أصابتهم بالحصباء أي البرد)

حينما ترى حلم الله الحليم عمن كفر به وعصاه  اعلم أنه عن علم وقوة وقدرة لا عن عجز فلا يغرك حلم الله عليك.

تعلم اسم الله الحليم ليزداد قلبك حباً له وحياءً منه، لتزداد رجاءً لله ولتقطع اليأس من قلبك ولتتخلص من الأفكار الوسواسية التي تيأسك من حلم الله و سعة مغفرته.

توازن في تفكيرك عن حلم الله الحليم هو قادر عن أن يعاقب لكنه يحلم عن عباده لطفاً به ورحمة منها فلا يغرك حلمه ولا تيأس منه فمعرفتك لحلمه يجعلك بين كل من عبودية الحب الخوف والرجاء، تحبه لأنه حليم وترجوه لأنه حليم و تخافه لأنه حليم، فلابد من هذه الأعمال القلبية الثلاث معاً لتتزن أفكارك و مشاعرك.

و لأن الله حليم فهو  يُحِب من عباده أن يتصفوا بصفة الحلم لنتعرف الآن على صفة الحلم  في حق العباد.

 قال النبي لأشج عبد القيس “إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة” [رواه مسلم

قال الراغب الأصفهاني:

الحِلْمُ: ضبطُ النفس والطبع عند هيجـــان الغضب

ضبط النفس هل اضبط نفسي؟

هل أعرف كيف أضبط نفسي وانفعالي؟ في المواقف اليومية

عندما يصدر موقف من خادمتي أو أحد أطفالي؟ أو في الشارع أو في وسائل التواصل الاجتماعي؟

اتصافي بالحلم وضبطي لغضبي يجعلني أتحصن من استفزاز المستفزين ولن يستطيع أحد أن  يثير غضبي

.إذاً الحلم قوة والغضب ضعف فاختر لنفسك القوة أو الضعف 

كيف اتصف بصفة الحلم؟

١-الرغبة اسأل نفسك وأجب بصدق هل أنا أرغب بشدة ومستعد لبذل الجهد لأتصف بالحلم؟ 

(هذه الرغبة تجعلك تقطع الاعذار المبررة لغضبك ( وراثة/ لأنني مريض/ إلى ماشابه

٢- استشعر حلم الله علينا وحبه أن نحلم

.تذكر حلم الله عليك وحبه لأن تكون عبداً حليماً

.٣-درب نفسك في المواقف اليومية على الحلم

وضع أمامك قول الرسول صلى الله عليه وسلم«.. وإِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ» (صحيح الجامع؛[2328]).

ومن ثم لابد أن تعرف ماذا يغضبك ومن يغضبك؟

.وضع لنفسك خطة بها خطوات عملية لتتحلى بالحلم 

.٤- اطلب من الله الحليم أن يرزقك الحلم

كيف ندعو الله تعالى باسمه الحليـــم؟

1-عن ابن عباس قال: كان النبي يدعو عند الكرب يقول “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله ربِّ السموات والأرض وربِّ العرش العظيم ” [متفق عليه]

لاتدع هذا الدعاء عند الكرب انشغل به وألح على الله ليفرج عنك.

2- اطلب من الله الحليم أن يرزقك صفة الحلم.

3- اطلب من الله الحليم أن يحلم ويعفو عنك.

ختاماً أخبرتني إحداهن: أنها سريعة الانفعال وحينما تغضب تتلفظ بكلمات جارحة وأحيانا تعاير الشخص الذي أمامها بدلاً من نصحه وبفضل الله وحده حضرت لي محاضرة باسم الله الحليم وعزمت على الاتصاف بالحلم ، وبعد ذلك كلما أتاها موقف يثير انفعالها تدعو الله باسمه الحليم أن يرزقها الحلم مع يقينها به، ومن ثم ينسحب الغضب من داخلها.

ماذا عنك ؟ هل تشوقت للتحلي بالحلم؟

كتبته: فجر بنت عبدالرحمن الكوس