(تقول: العمر يجري وقطار الزواج فاتني)

العمر جارٍ جارٍ سواء بالزواج أو بدونه

أما بالنسبة للقطار.. مهلا! من الذي حدد أن للزواج قطار؟ ما دليلك؟

هم يقولون ؟ 

وهل كل شيء يقولونه صحيح؟

هلا تحررت من فكرة القطار؟! أرجوك.. فإنها فكرة ضيقة فالحياة أوسع بكثير من هذا القطار .

فالبعض دهسهم القطار وآخرون أوصلهم القطار لطرق لاتعجبهم والبعض الآخر ندموا لأنهم ركبوا هذا القطار!

لا أكاد أحصي لكن عدد الرسائل التي تصلني من فتيات يشكون لي فيها عدم زواجهن منذ أن نشطت في وسائل التواصل الاجتماعي،

ولازلت أذكر رسالة وصلتني كانت مليئة بالسخط والحزن العميق من إحدى الفتيات، تشكو فيها تأخر زواجها،

وحين سألتها كم عمرك عزيزتي؟ قالت ١٨ سنة ولكن فتيات محيطي يتزوجن في عمر ال١٧سنة،

لم يكن  منبع بؤسها عدم زواجها وإنما مقارنتها بغيرها!! 

العزباء إن كتب لها تظل عزباء طوال حياتها، ماذا تفعل هل تتسخط أم تصبر وتقوي نفسها ؟ ولها الخيار !

أو أن يرزقها الله وتتزوج لكن هل الزواج سينقلها إلى الرضا والسعادة؟

وستتحول إلى إنسانة راضية؟ 

١– الزواج حاجة لا ينكرها أحد وهي من سنن الحياة.

لكن هل من لم يرزق بالزوج يعني شقاءه وبؤسه ومعاناته؟ 

إن المعاناة ليست في هذا الحدث إنما في النظرة إليه!

هناك من تنظر لهذا الحدث أن فيه خيرة عظيمة فتصبر نفسها وتقويها

وهناك من تنظر أنه مصيبة وطامة عظيمة!!

إذن الأمر يكمن في نظرتك أنت للحدث

ماذا أفعل ؟؟

راقبي حديثك مع نفسك عن هذا الأمر تحديدا !!

هل تكررين عبارات الحزن والتسخط أم أنك تصبرين نفسك وتقوينها؟

غيري حوارك الداخلي صبري نفسك وقويها لتضبطي أفكارك نحو هذا الأمر.

٢–(تقول: يؤلمني رؤية من هم في عمري وأصغر مني وأنا لم أتزوج)

 لا تقارني وضعك بأحد ولا تحللي أرزاق الآخرين كحسبة رياضية حتمية !

مثال: فلانه عمرها ٣٠ ولم تتزوج وترى صاحبتها وتقول ماشاء الله تزوجت عمرها ٢٠ وبنتها عمرها ١٠ سنين وأنا جالسة في مكاني لم أتزوج!

١٠ سنوات ضاعت من عمري بلا زواج!

أو ترى فلانة التي تصغرها سنًّا وتقول أنا التي يفترض أن تتزوج.. لا هي؟

عفوا من الذي يحدد المفترض ياعزيزتي؟

الموضوع رزق من الله الرزاق ولا يخضع لأي معيار في عقلك..

لذلك أرجو منكن الاجتهاد في تعلم أسماء الله الحسنى وتكرار معرفتها، لتتحسن أفكارك عن الرزق ،

توقفي عن المقارنة ولا تسترسلي بها.

٣–(تقول: كلام الناس يؤلمني، يجرحني، لا أستطيع تجاوزه)

اعلمي يا عزيزتي أنه ليس باستطاعتك ضبط ألسنة الناس ، لكن الذي بيدك أن تضبطي مشاعرك تجاه كلماتهم..

نعم، قوي نفسك تجاه هذا الأمر ولا تكترثي لكلماتهم ولا تسمحي لها أن تجرحك

الكلمة تخرج منهم وأنت تختارين أن تكون جرحاً أو أن تكون لا شيء!

أستاذة كلامك صعب والأمر ليس بيدي 

عزيزتي مشاعرك مسؤلية من؟ ملك من؟

مشاعري لي وملكي 

إذن اجتهدي في إن تضبطي مشاعرك وتعلمي ذلك إن كنت لا تعرفين .

٤-(تقول: أشعر بأن هذا الأمر عظيم وضخم لا أستطيع احتماله!)

نعود لنقطة أن الأمر يكمن في رؤيتك للأمور إن رأيتها ضخمة فهي كذلك 

وإن رأيتها غير ذلك وقمت بتغيير أفكارك

تقبلي قدرك 

كيف أتقبله وأنا لا أحب هذا القدر؟

لكن الذي هو أرحم بك من نفسك اختاره لك 

هذبي نفسك بإيمانك بالله ياعزيزتي

٥–في بعض المجتمعات هناك من الفتيات من أصبحن لا يحببن اللقاءات الاجتماعية ببساطة 

لأنهم يشعرن بالضغط الاجتماعي فما إن تدخل الفتاة حتى تنهال عليها سيل الأسئلة الفضولية

( لماذا لم تتزوجي بعد؟ ألم يتقدم لك شخص مناسب؟

أو نظرات الشفقة الممزوجة بالكلام اللاذع المباشر أو غير المباشر

أو الدعوات بصوت عالي ولو كانت الدعوات في ظهر الغيب لكانت أصدق!!

( أسئلة الناس تزعجني أشعر أنهم يلاحقوني بها ولا أحب شفقتهم علي )

حسناً.. متى سألوك لماذا لم تتزوجي؟ 

كوني واعية و لاتجاوبي بانكسار وألم وتمارسي دور الضحية بل ابتسمي وكوني قوية

أو تصنعي القوة وقولي لم يأت زرقي حتى الآن

وبإمكانك إنهاء الحوار بلطف ووضع الحدود مع الآخر

لا تجلسي في المجالس  العامة وتبثي للناس حزنك وألمك على عدم زواجك وتدخليهم في دائرة خصوصيتك

ثم تقولي لماذا تدخلوا في هذا الموضوع؟

فأنت من أدخلهم !!

لا تسمحي لأحد أن يهينك أو أن يقلل من شأنك ، كوني قوية ولاتذوبي في ضغط مجتمعك .

اجلسي مع نفسك واكتبي صيغة محددة لكي تكون إجابة لأولئك الذين يتطفلون دائماً

ضعي حلولا لهذا الأمر واعملي بها!

٦–(تقول: لابد أن هناك سحرا عطل زواجي أو حسداً أو مس أو ماشابه ذلك!)

ليس كل من تأخر زواجها يعني أن هناك سحراً أوقفها عن زواجها ، أنه قدر الله وفي الأمر حكمة قد تخفى عليك وقد تظهر لك!

 قد يكون الأمر توهم وقد يكون حقيقة، 

في كلا الأمرين الرقية هي علاج نافع لاضرر فيه، استمري وواصلي بلا كلل ولا ملل لاتفكري بمن ضرك ،

توكلي على الله الوكيل يكفيك أمرك

الله قوي عظيم قادر أن يبطل سحرك فالجئي له .

٧– (ادعولي أتزوج أرجوكم ، تكتب في مواقع التواصل الاجتماعي وفي حالات الواتساب وفي اجتماعات الأهل والصديقات)

وتتوسل من الجميع أن يدعون لها وتقول لعلكم أقرب إلى الله مني!! وتنشغل بطلب الدعاء منهم بدلاً من أن تنشغل بدعاء الله 

مهلا عزيزتي: هل تعتقدين أنهم سيدعون الله بنفس شعورك وانكسارك؟ بالطبع لا

دعاءك لنفسك أفضل لأنك تتعبدين الله بهذا الأمر وتتوسلين إليه باضطرارك وانكسارك

فبدلاً من طلب دعواتهم في كل مكان ركزي أنت في دعائك لله أن يعطيك سؤلك وأن يرضيك .

٨– حدثتني إحداهن أن إحدى الشابات استعانت بقارئة فنجان وأتت بها في منزلها ودفعت لها مبلغ

في متناول الجميع لتعرف منها سبب عدم زواجها!

فقالت لها (أنت مسحورة بسحر  موجود بين قبرين في دولة عربية الوصول إليها في غاية الوعورة!! )

فقالت الفتاة أرجوك دليني على مكان السحر أنا مستعدة للذهاب

فقالت العرافة الكذابة! لا تستطيعين لأن مكانه صعب جداً 

يالله أخبرتها بإجابة تقطع عليها حبل الوصول للحل

فما كان من الفتاة إلا أن عاشت في ألم شديد  لأنها صدقت العرافة !!!!

عزيزتي أكرمنا الله بالعقل وبالتوحيد الذي يحمينا من الخرافات والدجل،

وحين يحرم التعامل مع السحرة والعرافين وأصحاب الخرافات فماذاك إلا حماية لعقولنا وإكراماً لنا ،

فلا تبحثي عن رزقك عندهم ولا تلجئي لهم فلن يزيدوا هملك إلا هماً أعظم منه. 

لاتسمحي للخرافات أن تخترق عقلك وتكون سبباً لآلامك  !!

٩– بدلاً من الجلوس بانتظار وصول صاحب السعادة وتعطيل كل شيء جعله الله فعلاً مصدراً للسعادتك،

انشغلي في صقل شخصيتك وقومي بكل الأنشطة التي من شأنها أن تقويك وتعينك على النضوج ،

تعلمي العلم النافع، تدربي على ما ينفعك، كوني مصدر نور للآخرين ، بري والديك ،

إنها فترة ذهبية اجعليها منيرة لا مظلمة فإن الأمر بيدك أنت.

١٠– رسالة لكل امرأة  تأخر زواجها اصبري واستقوي بالله القوي ،

لاتجعلي هذا الأمر سبباً  لذبولك كوني مزهرة، راضية ،  وكوني خير مثال للآنسات الرائعات!!

أخشى أن أكون قد أطلت عليكن ولكني أحببت أن تكون هذه الكلمات لكل فتاة تعاني بسبب تأخر زواجها ،

ساهموا بنشر هذه الكلمات وإيصالها لكل من يحتاج إليها.