هل تذوقت الفقد يوماً ؟

تتبعت المواقع الاجتماعية التي بات الناس يعبرون فيها عن مشاعرهم فوجدت أكثر ما يحكون عنه هو “الفقد”..

وبعضهم مابين فاقد أوخائف من الفقد! فالإنسان يمر بحالات فقد يشعر بجرعات ألم من المشاعر القوية التي إن لم يسيطر عليها سيطرت عليه و إن لم يلجمها بالرضا ألجمته بالسخط.

نحن بشر .. قلوبنا رقيقة .. نبكي ونحزن ونتألم حينما نفقد من نحب … و ماذا بعد؟ نحس بمشاعر كثيرة لا يفهمها إلا من جربها..!

من تذوق الفقد ؟
تذوقه الطفل الذي وُلِد يتيماً أو تيتم في صغره
و الشاب الذي لم يعتقد أنه سيتذوقه.. والأم الحنون التي لم يخطر بالها!
والزوج الذي لم يعتقده ابداً
والعجوز الذي بات الفقد ينهش بقلبها
والرجل الذي أطاحه الفقد وأذهله..
و طلبة العلم الذين يفقدون علماءهم وكل محب فقد محبوبه..

ما أوسع الحديث عن الفقد لكن حسبنا أن الله هو الواسع وهو الذي بيده أن يوسع قلوبنا الضيقة لتتحمل هذا الألم..!

الفقد إما فقد مؤقت أو فقد دائم ..!

الفقد الدائم هو الموت وكلنا ذائقوه لا محالة ( كل نفس ذائقة الموت)

الفقد المؤقت : هو أي فقدٍ لم ينتهِ إلى الموت..
مثل: السفر / البعد/ الطلاق / القطيعة

إننا حينما نمر بالفقد قد نشعر أن الناس لا تشعر بنا
أو لا تستوعب مشاعرنا
وقد نشعر أن البعض يعتقد أننا نبالغ
وقد نشعر أننا لن نحتمل الحياة بدون أحباؤنا أو نكتم مشاعرنا لانهم قد يسأمون منا أو قد يقسون علينا أو أنهم ينظرون إلينا كأشخاص مسرفين في البوح

كل هذه المشاعر ما هي إلا “مشاعر طبيعية” يشعر بها كل من ابتلي بالفقد لكن غير الطبيعي هو أن نستمر بها و نجعلها تتحكم بنا و تيسطر علينا ولكل إنسان طريقته في التعبير عن الفقد ،

فقد يفقد الأبناء والدتهم فيعبر كل منهم عن الفقد بطريقة مختلفة عن الأخرى

إياك أن تندس في بحر الحزن فتغرق وتدمر نفسك و تؤذي من حولك تعلم كيف تسبح في هذا البحر بطوق نجاتك وهو ارتباطك بربك لتصل للشاطيء بسلام ما الحل ؟

إذا ابتليت بالفقد !

١- عبر عن مشاعرك بالبكاء أو البوح أو الكتابة واجعل تعبيرك فيما يرضى الله فلا تدع السخط يتحكم بك بل كن راضياً وحامداً لله رغم الوجع.

٢- دع الحزن يأخذ دورته و فترته الطبيعية أي دعه لتعود إلى طبيعتك تدريجياً وكل إنسان – حسب قوة إيمانه – يعود للحياة.

٣- أكثر من زادك الايماني لتواجه الفقد بقوة ، من قيام ليل وارتباط بالقرآن تلاوة و تدبراً فإن في تدبر القرآن شفاء للقلب المحزون ، وتعلم العلم الشرعي الذي يربط على القلب ويقربك لله أكثر.

٤- تعلم أسماء الله الحسنى وتعايش معها وتعلَّق بمعانيها فبها تستقوي بعد ضعفك و ترتاح من قلقك و تشفى من وجعك ، وادعُ الله الجبار أن يجبرك واللطيف أن يلطف بك.

٥/ تسلى بسيرة النبي الحبيب الذي ولد يتيم الأب ثم توفيت والدتهوبعد فترة توفي جده الحنون وبعد سنوات فقد عمه الحبيب و زوجته اللطيفة ثم توفيت بناته ماعدا فاطمفما كان منه الإ أن يذكر الله ويصبر نفسه .

٦/ تيقن و تأكد أن الله الرحيم ما ابتلاك بالفقد إلا ليعلق قلبك به فالفقد وإن كان مراً فهو خير لك ومن صبر واحتسب سيعوضه الله خيراً كبيراً.

إن البعض حينما يمر بحالة فَقْد، يعطيك درساً في القوة والصبر والبعض يريك جانبه المظلم من شدة تسخطه والبعض الآخر بين بين، تارة تجده يتحلى بالقوة وتارة يكون ضعيفاً مهزوماً.

والآن .. نعود لسؤالي الذي بدأت به ، هل تذوقت الفقد؟ اكتبوا تجاربكم هنا ومشاعركم وكيف تعاملتم مع الفقد علها تكون شفاء للقلوب المنهكة..

كتبتها / فجر بنت عبد الرحمن الكوس